فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

أما قوله: {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون} ففيه وجهان: الأول: أن الكفار كانوا مع اشتغالهم بعبادة غير الله تعالى يسرون ضروبًا من الكفر في مكايد الرسول عليه السلام فجعل هذا زجرًا لهم عنها.
والثاني: أنه تعالى زيف في الآية الأولى عبادة الأصنام بسبب أنه لا قدرة لها على الخلق والإنعام وزيف في هذه الآية أيضًا عبادتها بسبب أن الإله يجب أن يكون عالمًا بالسر والعلانية، وهذه الأصنام جمادات لا معرفة لها بشيء أصلًا فكيف تحسن عبادتها؟
أما قوله: {والذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} فاعلم أنه تعالى وصف هذه الأصنام بصفات كثيرة.
فالصفة الأولى: أنهم لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون قرأ حفص عن عاصم {يسرون} و{يعلنون} و{يدعون} كلها بالياء على الحكاية عن الغائب، وقرأ أبو بكر عن عاصم: {يَدَّعُونَ} بالياء خاصة على المغايبة و{تسرون} و{تعلنون} بالتاء على الخطاب، والباقون كلها بالتاء على الخطاب عطفًا على ما قبله.
فإن قيل: أليس أن قوله في أول الآية: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ} يدل على أن هذه الأصنام لا تخلق شيئًا وقوله ههنا: {لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا} يدل على نفس هذا المعنى، فكان هذا محض التكرير.
وجوابه: أن المذكور في أول الآية أنهم لا يخلقون شيئًا، والمذكور هاهنا أنهم لا يخلقون شيئًا وأنهم مخلوقون لغيرهم، فكان هذا زيادة في المعنى، وكأنه تعالى بدأ بشرح نقصهم في ذواتهم وصفاتهم فبين أولًا أنها لا تخلق شيئًا، ثم ثانيًا أنها كما لا تخلق غيرها فهي مخلوقة لغيرها.
والصفة الثانية: قوله: {أموات غَيْرُ أَحْيَاء} والمعنى: أنها لو كانت آلهة على الحقيقة لكانوا أحياء غير أموات، أي غير جائز عليها الموت كالحي الذي لا يموت سبحانه وتعالى وأمر هذه الأصنام على العكس من ذلك.
فإن قيل: لما قال: {أَمْوَاتٌ} علم أنها غير أحياء فما الفائدة في قوله: {غَيْرُ أَحْيَاء}.
والجواب من وجهين:
الأول: أن الإله هو الحي الذي لا يحصل عقيب حياته موت، وهذه الأصنام أموات لا يحصل عقيب موتها الحياة.
والثاني: أن هذا الكلام مع الكفار الذين يعبدون الأوثان، وهم في نهاية الجهالة والضلالة، ومن تكلم مع الجاهل الغر الغبي فقد يحسن أن يعبر عن المعنى الواحد بالعبارات الكثيرة، وغرضه منه الإعلام بكون ذلك المخاطب في غاية الغباوة وأنه إنما يعيد تلك الكلمات لكون ذلك السامع في نهاية الجهالة، وأنه لا يفهم المعنى المقصود بالعبارة الواحدة.
الصفة الثالثة: قوله: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} والضمير في قوله: {وَمَا يَشْعُرُونَ} عائد إلى الأصنام، وفي الضمير في قوله: {يُبْعَثُونَ} قولان: أحدهما: أنه عائد إلى العابدين للأصنام يعني أن الأصنام لا يشعرون متى تبعث عبدتهم، وفيه تهكم بالمشركين وأن آلهتهم لا يعلمون وقت بعثهم فكيف يكون لهم وقت جزاء منهم على عبادتهم.
والثاني: أنه عائد إلى الأصنام يعني أن هذه الأصنام لا تعرف متى يبعثها الله تعالى قال ابن عباس: إن الله يبعث الأصنام ولها أرواح ومعها شياطينها فيؤمر بها إلى النار.
فإن قيل: الأصنام جمادات، والجمادات لا توصف بأنها أموات، ولا توصف بأنهم لا يشعرون كذا وكذا.
والجواب عنه من وجوه: الأول: أن الجماد قد يوصف بكونه ميتًا قال تعالى: {يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} [الروم: 19].
والثاني: أن القوم لما وصفوا تلك الأصنام بالإلهية والمعبودية قيل لهم؛ ليس الأمر كذلك، بل هي أموات ولا يعرفون شيئًا، فنزلت هذه العبارات على وفق معتقدهم.
والثالث: أن يكون المراد بقوله: {والذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله} الملائكة، وكان ناس من الكفار يعبدونهم فقال الله إنهم أموات لابد لهم من الموت غير أحياء، أي غير باقية حياتهم: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} أي لا علم لهم بوقت بعثهم، والله أعلم. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله: {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون}.
الآية متصلة بمعنى ما قبله، أي أن الله لغفور في تقصيركم عن شكر ما لا تحصونه من نعم الله، وأن الله تعالى يعلم سركم وعلنكم، فيغني ذلك عن إلزامكم شكر كل نعمة، هذا على قراءة من قرأ: {تسرون} بالتاء مخاطبة للمؤمنين، فإن جمهور القراء قرأ: {تسرون} بالتاء من فوق {وتعلنون} و{تدعون} كذلك، وهي قراءة الأعرج وشيبة وأبي جعفر ومجاهد على معنى قل يا محمد للكفار، وقرأ عاصم: {تسرون} و{تعلنون} بالتاء من فوق و{يدعون} بياء من تحت على غيبة الكفار، وهي قراءة الحسن بن أبي الحسن، وروى هبيرة عن حفص عن عاصم، كل ذلك بالياء على غيبة الكفار، وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم كل ذلك بالتاء من فوق، وقرأ الأعمش وأصحاب عبد الله: {يعلم الذي تبدون وما تكتمون وتدعون} بالتاء من فوق في الثلاثة، و{تدعون} معناه تدعونه إلهًا، وعبر عن الأصنام ب {الذين} على ما قدمنا من أن ذلك يعم الأصنام وما عبد من دون الله وغيرها، وقوله تعالى: {لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون} أجمعُ عبارة في نفي أحوال الربوبية عنهم، وقرأ محمد اليماني {والذين يُدعون} بضم الياء وفتح على ما لم يُسم.
و{أموات} يراد به الذين يدعون من دون الله ورفع على خبر ابتداء مضمر تقديره هم أموات، ويجوز أن يكون خبرًا لقوله: {والذين} بعد خبر في قوله: {لا يخلقون} ووصفهم بالموت مجازًا، وإنما المراد لا حياة لهم، فشبهوا بالموت، وقوله: {غير أحياء} أي لم يقبلوا حياة قط، ولا اتصفوا بها.
قال القاضي أبو محمد: وعلى قراءة من قرأ: {والذين يدعون} فالياء على غيبة الكفار، يجوز أن يراد بالأموات الكفار الذين ضميرهم في {يدعون}، شبههم بالأموات غير الأحياء من حيث هم ضلال غير مهتدين، ويستقيم على هذا فيهم قوله: {وما يشعرون أيان يبعثون} و{البعث} هنا هو الحشر من القبور، و{أيان} ظرف زمان مبني، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي {إيان} بكسر الهمزة، والفتح فيها والكسر لغتان، وقالت فرقة: {وما يشعرون} أي الكفار {أيان يبعثون} الضميران لهم، وقالت فرقة: وما يشعر الأصنام أيان يبعث الكفار.
قال القاضي أبو محمد: ويحتمل أن يكون الضميران للأصنام، ويكون البعث الإثارة، كما تقول بعثت النائم من نومه إذا نبهته، وكما تقول بعث الرامي سهمه، فكأنه وصفهم بغاية الجمود أي وإن طلبت حركاتهم بالتحريك لم يشعروا لذلك.
قال القاضي أبو محمد: وعلى تأويل من يرى الضمير للكفار ينبغي أن يعتقد في الكلام الوعيد، وما يشعر الكفار متى يبعثون إلى التعذيب، ولو اختصر هذا المعنى لم يكن في وصفهم بأنهم {لا يشعرون وأيان يبعثون} طائل، لأن الملائكة والأنبياء والصالحين كذلك هم في الجهل بوقت البعث، وذكر بعض الناس أن قوله: {أيان يبعثون} ظرف لقوله: {إلهكم إله واحد} [النحل: 22]، وأن الكلام تم في قوله: {وما يشعرون}، ثم أخبر عن يوم القيامة أن الإله فيه واحد وهذا توعد. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {والذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله}.
قراءة العامة {تدعون} بالتاء لأن ما قبله خطاب.
روى أبو بكر عن عاصم وهُبيرة عن حفص: {يدعون} بالياء، وهي قراءة يعقوب.
فأما قوله: {مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} فكلهم بالتاء على الخطاب؛ إلا ما روى هُبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأ بالياء.
{لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا} أي لا يقدرون على خلق شيء {وَهُمْ يُخْلَقُونَ}.
{أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء} أي هم أموات، يعني الأصنام، لا أرواح فيها ولا تسمع ولا تبصر، أي هي جمادات فكيف تعبدونها وأنتم أفضل منها بالحياة.
{وَمَا يَشْعُرُونَ} يعني الأصنام.
{أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} وقرأ السُّلَمِيّ {إيّان} بكسر الهمزة، وهما لغتان، موضعه نصب ب {يبعثون} وهي في معنى الاستفهام.
والمعنى: لا يدرون متى يبعثون.
وعبر عنها كما عبر عن الآدميين؛ لأنهم زعموا أنها تعقل عنهم وتعلم وتشفع لهم عند الله تعالى، فجرى خطابهم على ذلك.
وقد قيل: إن الله يبعث الأصنام يوم القيامة ولها أرواح فتتبرأ من عبادتهم، وهي في الدنيا جماد لا تعلم متى تبعث.
قال ابن عباس؛ تبعث الأصنام وتركب فيها الأرواح ومعها شياطينها فيتبرؤون من عبدتها، ثم يؤمر بالشياطين والمشركين إلى النار.
وقيل: إن الأصنام تطرح في النار مع عبدتها يوم القيامة؛ دليله {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98].
وقيل: تَمّ الكلام عند قوله: {لا يَخلقون شيئًا وهم يُخلقون} ثم ابتدأ فوصف المشركين بأنهم أموات، وهذا الموت موت كفر.
{وما يشعرون أيان يبعثون} أي وما يدري الكفار متى يبعثون، أي وقت البعث؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث حتى يستعدّوا للقاء الله.
وقيل: أي وما يدريهم متى الساعة، ولعلها تكون قريبًا. اهـ.

.قال الخازن:

{والله يعلم ما تسرّون وما تعلنون} يعني أن الكفار مع كفرهم كانوا يسرون أشياء.
وهو ما كانوا يمكرون بالنبي صلى الله عليه وسلم، وما يعلنون يعني، وما يظهرون من إيذائه فأخبرهم الله أنه عالم بكل أحوالهم سرها وعلانيتها لا تخفى عليه خافية وإن دقت وخفيت، وقيل: إن الله سبحانه تعالى لما ذكر الأصنام وذكر عجزها في الآية المتقدمة ذكر في هذه الآية أن الإله الذي يستحق العبادة، يجب أن يكون عالمًا بكل المعلومات سرها وعلانيتها، وهذه الأصنام ليست كذلك فلا تستحق العبادة ثم وصف الله هذه الأصنام بصفات فقال تعالى: {والذين تدعون من دون الله} يعني الأصنام التي تدعونها آلهة من دون الله {لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون} فإن قلت: قوله سبحانه وتعالى في الآية المتقدمة أفمن يخلق كمن لا يخلق، يدل على أن هذه الأصنام لا تخلق شيئًا فقوله سبحانه وتعالى: {لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون} هذا هو نفس المعنى المذكور في تلك الآية فما فائدة التكرار؟ قلت: فائدته أن المعنى المذكور في الآية المتقدمة أنهم لا يخلقون شيئًا فقط والمذكور في هذه الآية أنهم لا يخلقون شيئًا وإنهم مخلوقون كغيرهم، فكان هذا زيادة في المعنى وهو فائدة التكرار {أموات} أي جمادات ميتة لا حياة فيها {غير أحياء} كغيرها، والمعنى لو كانت هذه الأصنام آلهة كما تزعمون لكانت أحياء غير جائز عليها الموت لأن الإله الذي يستحق أن يعبد هو الحي الذي لا يموت وهذه أموات غير أحياء، فلا تستحق العبادة فمن عبدها فقد وضع العبادة في غير موضعها.
وقوله: {وما يشعرون} يعني هذه الأصنام {أيان يبعثون} يعني متى يبعثون وفيه دليل على أن الأصنام تجعل فيها الحياة، وتبعث يوم القيامة حتى تتبرأ من عابديها.
وقيل: معناها ما يدري الكفار الذين عبدوا الأصنام متى يبعثون. اهـ.

.قال أبو حيان:

{والله يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ}.
وأخبر تعالى أنه يعلم ما يسرون، وضمنه الوعيد لهم، والإخبار بعلمه تعالى.
وفيه التنبيه على نفي هذه الصفة الشريفة عن آلهتهم.
وقرأ الجمهور: بالتاء من فوق في {تسرون} و{تعلنون} و{تدعو} ن، وهي قراءة: مجاهد، والأعرج، وشيبة، وأبي جعفر، وهبيرة، عن عاصم على معنى: قل لهم.
وقرأ عاصم في مشهوره: {يدعون} بالياء من تحت، وبالتاء في السابقتين.
وقرأ الأعمش وأصحاب عبد الله: {يعلم الذي يبدون وما يكتمون} و{تدعون} بالتاء من فوق في الثلاثة.
وقرأ طلحة: {ما يخفون وما يعلنون} و{تدعون} بالتاء من فوق، وهاتان القراءتان مخالفتان لسواد المصحف، والمشهور ما روي عن الأعمش وغيره، فوجب حملها على التفسير، لا على أنها قرآن.
ولما أظهر تعالى التباين بين الخالق وغيره، نص على أنّ آلهتهم لا تخلق، وعلى أنها مخلوقة وأخبر أنهم أموات.
وأكد ذلك بقوله: {غير أحياء} ثم نفى عنهم الشعور الذي يكون للبهائم، فضلًا عن العلم الذي تتصف به العقلاء.
وعبر بالذين وهو للعاقل عومل غيره معاملته، لكونها عبدت واعتقدت فيها الألوهية، وقرأ محمد اليماني: {يدعون} بضم الياء وفتح العين مبنيًا للمفعول، والظاهر أنّ قوله: {وهم يخلقون} أي: الله أنشأهم واخترعهم.
وقال الزمخشري: ووجه آخر وهو أن يكون المعنى: أن الناس يخلقونهم بالنحت والتصوير، وهم لا يقدرون على ذلك فهم أعجز من عبدتهم انتهى.
وأموات خبر مبتدأ محذوف أي: هم أموات.
ويجوز أن يكون خبرًا بعد خبر.
والظاهر أن هذه كلها مما حدث به عن الأصنام، ويكون بعثهم إعادتها بعد فنائها.
ألا ترى إلى قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} وقيل: معنى بعثها إثارتها، كما تقول: بعثت النائم من نومه إذ نبهته، كأنه وصفهم بغاية الجمود أي: وإن طلبتهم بالتحريك أو حركتهم لم يشعروا بذلك، ونفى عنهم الحياة لأنّ من الأموات ما يعقب موته حياة كالنطف التي ينشئها الله حيوانًا، وأجساد الحيوان التي تبعث بعد موتها.
وأما الأصنام من الحجارة والخشب فأموات لا يعقب موتها حياة، وذلك أعرق في موتها.
وقيل: والذين تدعون، هم الملائكة، وكان ناس من الكفار يعبدونهم.
وأموت أي: لابد لهم من الموت، وغير أحياء أي: غير باق حياتهم، وما يشعرون أي: لا علم لهم بوقت بعثهم.
وجوزوا في قراءة: {والذين يدعون} بالياء من تحت أن يكون قوله: {أموات} يراد به الكفار الذين ضميرهم في: يدعون، شبههم بالأموات غير الأحياء من حيث هم ضلال.
غير مهتدين وما بعده عائد عليهم، والبعث الحشر من قبورهم.
وقيل: في هذا التقدير وعيد أي: أيان يبعثون إلى التعذيب.
وقيل: الضمير في وما يشعرون، للأصنام وفي: يبعثون، لعبدتها.
أي: لا تشعر الأصنام متى تبعث عبدتها.
وفيه تهكم بالمشركين، وأنّ آلهتهم لا يعلمون وقت بعث عبدتهم، فكيف يكون لهم وقت جزاء على عبادتهم.
وتلخص من هذه الأقوال أن تكون الإخبار بتلك الجمل كلها من المدعوين آلهة، أما الأصنام، وأما الملائكة، أو يكون من قوله: {أموات} إلى آخره، إخبارًا عن الكفار.
أو يكون وما يشعرون أيان يبعثون، فقط إخبارًا عن الكفار، أو يكون وما يشعرون إخبارًا عن المدعوين، ويبعثون: إخبارًا عن الداعين العابدين.
وقرأ أبو عبد الرحمن: {إيان} بكسر الهمزة، وهي لغة قومه سليم.
والظاهر أنّ قوله: {أيان} معمول ليبعثون، والجملة في موضع نصب بيشعرون، لأنه معلق.
إذ معناه العلم.
والمعنى: أنه نفى عنهم علم ما انفرد بعلمه الحي القيوم، وهو وقت البعث إذا أريد بالبعث الحشر إلى الآخرة.
وقيل: تم الكلام عند قوله: {وما يشعرون} و{أيان يبعثون} ظرف لقوله: {إلهكم إله واحد}. اهـ.